الاثنين، ١ سبتمبر ٢٠٠٨

عذرا زوارى الكرام


بقلم د. يحيى الجمل ١/٩/٢٠٠٨

كل عام وسيادتكم بخير بمناسبة شهر رمضان

ومن أجل مصر أستأذن في أن أتوجه لسيادتكم بهذا الخطاب

أنا واثق يا سيادة الرئيس أن بقاءك علي سدة الحكم في منصب رئاسة الجمهورية يجنب مصر مخاطر كثيرة ومحناً لا يعلم مداها إلا الله، منذ عهد محمد علي لم يكن المصريون يضربون أخماساً في أسداس، ولم تكن الحيرة تتملكهم في أمر حاكمهم القادم كما تتملكهم الآن، والذين يدركون حقائق الأمور يدعون الله لك بطول البقاء لأن كل البدائل بعدك تبدو بائسة،

ألا تري يا سيدي أننا وصلنا معك إلي أمور غريبة ومصير مفجع فيما لو أراد الله للقدر أن ينزل فجأة، وأنت يا سيدي في مرحلة من العمر - أطال الله عمرك - يتذكر فيها الإنسان قول الله لرسوله «إنك ميت وإنهم ميتون»، أبعد الله عنك يا سيدي كل شر.

ألا تري يا سيدي - رغم كل ما يقوله كتبة السلطان - أن أحوال مصر تردت إلي هوة سحيقة، أظن يا سيدي الرئيس أن ما جري في بكين وما جري في مجلس الشوري علامات واضحة علي مدي ما وصلنا إليه من إهمال وتسيب وتدن في كل شيء.

ولن أتحدث عن التعليم والصحة ورغيف الخبز، فيقيناً يصلك من أمر ذلك كله من التقارير ما يقلقك علي مستقبل مصر التي حملت رأسك علي يدك من أجلها يوماً من الأيام الماضية.

ولعلك يا سيدي الرئيس تتابع ما يجري في بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن انتهت مدة رئيسها بوش - الثماني سنوات - والاستعدادات والمؤتمرات التي تجري لاختيار الرئيس القادم.

ولعلك يا سيدي الرئيس تدرك أن كل البلاد التي شرفت بزيارتك لها لم تلتق فيها برئيس واحد مرتين، الناس هناك يعرفون تداول السلطة ويعرفون أن في ذلك خيراً كبيراً، ويعرفون أن وجود رئيس سابق يمشي في الأسواق بين الناس هو علامة من علامات الديمقراطية الحقيقية.

وسيقول البعض إن التعديلات الدستورية الأخيرة، خاصة ما تعلق بخطيئة المادة ٧٦ قد أوجدت آلية دستورية لتداول السلطة وأنا واثق يا سيدي أنك تعلم قبل غيرك أن هذه المادة التي لا مثيل لها في أي دستور في العالم - وأنا أعرف ما أقول وأتحمل مسؤوليته - إنما هي نوع من المسرحيات الهزلية.

وسأكون يا سيدي - من أجل مصر - صريحاً معك إلي أبعد حدود الصراحة، نجلك الذي يعد منذ وقت لتولي الحكم قد يكون شاباً مثقفاً متفتحاً رأي العالم من حوله،

وقد يري البعض أنه فرصة لانتقال الحكم من العسكريين إلي المدنيين وهذا في حد ذاته صحيح، ولكن أصدقك يا سيدي القول - وقليلون ممن حولك من يصدقونك القول - إن ابنك جمال لا يتمتع بأي قدر ولو وضئيلاً من القبول الشعبي بل إن الشعب المصري عن بكرة أبيه - فيما عدا مجموعة المنتفعين وأظنهم فيما بينهم مختلفين - يراه شاباً مغروراً يصعر خده للناس، هكذا خلقه الله ولم يمنحه ذرة واحدة من قبول، هذه حقيقة لن يجرؤ كثيرون - ولا حتي قليلون - أن يقولوها لسيادتك ولكن من أجل مصر أقولها،

وأنا واثق أنه لن يسعدك ولن يريحك أن يحكم مصر رجل لا تحبه مصر ولا يريده شعبها، ممتطياً صهوة الخطيئة الدستورية التي يقال لها المادة ٧٦، والتي أربأ أن أقول، من الدستور.

أنت يا سيدي أب ولا شك أنك لا تحب أن تسمع هذا الذي أقوله ولكن صدقني يا سيدي أن هذه هي الحقيقة حتي إن أغضبتك وأغضبت أهل بيتك.

وإذا كان ذلك كذلك فما البديل، تجربة قانون الاحتكار وما تم فيه تلفت النظر إلي بديل آخر.

سطوة المال والثروة قادرة في هذا الزمن الرديء أن تشتري أشباه الرجال، وهكذا سيكون البديل غير جمال بديلاً رهيباً، بديلاً يشتري حكم مصر بحفنة من ملايين الدولارات التي جمعها من دم شعب مصر، وأظن أن شعب مصر برغم المادة ٧٦ وبرغم قوة الأمن لن يرضخ لهذا المصير الأسود مهما كان سوء البديل.

ويظل السؤال قائماً: فما البديل إذن؟

البديل فوضي عارمة لا يعلم مداها إلا الله، ولا يعلم من يركب موجتها إلا القدر وحده.

هل معني هذا أنه لا أمل وأن علينا أن ننتظر الكارثة؟

أبداً يا سيدي وبيدك أنت وحدك أن توجه الأمور وجهة أخري، هي في تقديري وتقدير من يفكرون في مصر ويحبون مصر ولا ينظرون تحت أقدامهم، هي وجهة السلامة والأمان.

سيدي تواضع لبضع دقائق وفكر في هذا الذي سأقوله بروية وهدوء ثم اتخذ قرارك فأنت وحدك يا سيدي صاحب القرار.

سيدي أقترح عليك، إذا راق لك هذا الكلام، أن تصدر - اليوم قبل الغد - قراراً جمهورياً بتشكيل جمعية تأسيسية لوضع مشروع دستور جديد يقوم علي مبدأ أساسي هو «الدولة المدنية الديمقراطية التي يتساوي فيها كل المواطنين دون أي استثناء من أي نوع يكون».

وتحت هذا المبدأ تبدأ الجمعية التأسيسية وبعد أن تنتخب انتخاباً حراً - وليكن علي درجتين - عملها وأمامها حصيلة دستورية ثرية، أمامها دستور ١٩٧١ قبل أن تشوهه كل التعديلات التي أدخلت عليه، وأمامها دستور ١٩٢٣ وأمامها مشروع دستور ١٩٥٤ وأمامها تجارب العالم المختلفة، خاصة تجارب بلاد أوروبا الشرقية التي خرجت من النظام الشمولي وحققت خطوات واسعة نحو الديمقراطية.

التجارب الدستورية في العالم كله موجودة، والحصول عليها ميسور، ومع الجمعية التأسيسية قد يوجد مجموعة من الخبراء الفنيين يعملون تحت أمرها ويجمعون لها المعلومات ويوفرون لها تقنيات أو قد لا يوجدون إذا استغنت الجمعية التأسيسية عن معاونتهم، ذلك أن الجمعية التأسيسية هي الأصل وهي المناط بها وضع العقد الاجتماعي الجديد في هذا الدستور الجديد.

وأستأذنك يا سيدي في أن أعلن مع دعوة الجمعية التأسيسية أنك لن تبقي في الحكم غير عامين اثنين فقط تتم فيهما انتخابات الجمعية التأسيسية، ويوضع الدستور ويستفتي عليه ويبدأ نفاذه، ثم يفتح الباب لانتخابات رئاسية جديدة وفقاً للدستور الجديد - وليس وفقاً للخطيئة أو المهزلة العبثية التي تسمي المادة ٧٦ لا رحمها الله ولا رحم من صاغوها.

كن واثقاً يا سيدي أنك إذا أقدمت علي هذا العمل العظيم من أجل مصر فإن مصر اليوم وغداً وإلي آخر الزمان ستضعك في حبة عيونها وفي قلب أبنائها وفي أنصع موقع من تاريخها.

إن التاريخ يا سيدي حقيقة وأمام التاريخ «تبيض وجوه وتسود وجوه»، ألا تري يا سيدي أن التاريخ يتكلم عن محمد علي وعن إسماعيل وعن توفيق وعن فؤاد وابنه فاروق ويتكلم عن كل منهم علي نحو مختلف.

وألا تري يا سيدي أن التاريخ يتكلم عن عبدالناصر وعن السادات، وأبناء عبدالناصر وأحفاده وأبناء السادات وأحفاده يسمعون ويقرأون، وسيتكلم عنك يا سيدي التاريخ - أردت أولم ترد - وسيسمع أبناؤك وأحفادك حكم التاريخ كما سمع كل الأبناء وكل الأحفاد من ذرية حكام مصر، ويومها يا سيدي ستبيض وجوه وتسود وجوه.

سيدي الرئيس:

أرجو أن تغفر لي يا سيدي إن كنت قد تجاوزت قدري في هذا الحديث، فما فعلته إلا من أجل مصر التي هانت علي كثير من أبنائها، أهانهم الله.

ولست أبغي من هذا الحديث إلا وجه الله ووجه مصر، لا أبغي جاهاً ولا مغنما ولا منصباً، فأنا أعلم جيداً أن الطريق إلي الجاه والمغنم والمنصب في هذا الزمن هو غير طريق الصدق والصراحة والوضوح.

أنا يا سيدي الرئيس بلغت من العمر ما أدرك معه جيداً أنني لا أصلح لأي منصب ولا يصلح لي أي منصب، اللهم إلا تلك المحاضرة التي ألقيها بين الحين والحين علي طلابي في معاهد العلم، وإلا كلمة حق أقولها لوجه الله ووجه مصر.

سيدي الرئيس:

أنت عملت من أجل مصر الكثير، ولم يبق في العمر الكثير، ومصر تستحق الكثير يا سيدي الرئيس.

توكل علي الله والله معك، وستكون مصر كلها بحق معك.


ـــــــــــــــــــــــــــــ

اعجبتنى .. فاحببت ان اشرككم بها :):)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

عذرا سيتم اغلاق المدونة طوال شهر رمضان

كان نفسنا نكتبلكم حكم ولكن نعتذر لكم

ان شاء الله نكمل المسيرة بعد رمضان

لكم خالص تحياتى وتقديرى .. وكل عام وانتم بخير

اخر طلب ..  دعواتكم لنا بالصلاح والهداية

وجزاكم الله خيرا

هناك ٢٦ تعليقًا:

همسات شاب يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بوست رائع جدا

وفقك الله

وده أول مرور لي بالمدونة

وكم هي رائعة وفقكم الله

وربنا يتقبل منكم

وربنا يهدينا كلنا ويثبتنا

غير معرف يقول...

تِقفلي المدونة ليه؟ زعلانة ولا إيه؟ :)

ولّا تَفرُّغ للعبادة!

عموماً إن كانت التانية فمعاكي حق ولِينا عندك حق في نفس الوقت يا أ/أسماء

إنك ماتنسيناش من الدعاء وخاصةً قبل الشروق وقبل الغروب وعند الفِطار وبعد كل فريضة وفي النوافل وفي صلاة الوتر بعد القيام وطبعاً في الثلث الأخير من الليل

بس كده زي بعضُه :)

ولَّا كتير ؟

ربنا يرزقكم كمال الصلاح وتمام الهداية ويُنعم عليكم من فضلِه بخيرات الدُنيا والآخرة ويغذوكم بقرارة العين وراحة البال ويشملكم بحفظه ورعايته

وذاكري الحكم كويس في رمضان عشان نتعلم منكم بعد رمضان لما تكملي المسيرة :)

حياكم الرحمن

...

غير معرف يقول...

صَحِيِحْ

اِلْمَقَاَلْ جَمِيِل

جِدَّاً

:)

...

اسماء العريــان يقول...

همسات شاب .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. جزيتم خيرا .. وفقنا ووفقكم الله لما يحب ويرضى .. ان شاء الله متكونش الزيارة الاخيرة

اسماء العريــان يقول...

عموما هو مش السبب الاولانى :).. وعموماً بندعيلكم طبعا ولكن بشرط تكونو بتدعولنا فى كل الى انتو قلتوه ده .. وظنى فيكم انكم بتدعولنا علشان كده احنا بندعيلكم :).. لا مش كتير عليكم يا فندم

امين على دعائك .. وحاضر على طلبك ( انا هاعتبره طلب مش امر ها )

المقال جميل بقراتكم له :)

امنية يقول...

اتمنى أن يقرأ السيد الرئيس قول الله تعالى

"وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد "\

قبل ان يرد على هذه الرسالة قولاً أو فعلاً

سنحسن الظن بك .. فلا تخذلنا ..فتخذل نفسك فى النهاية !

اسماء العريــان يقول...

امنية .. هو انتى عندك امل اصلا سيدنا الرئيس يقرا المقال .. يا بنتى يارب ما يخذلناش ومياخدش الراجل ورا الشمس :):)

غير معرف يقول...

اميرة .. ربنا يعينكم ويوفقكم يارب ويجزيكم خير .. مش هنقدر نيجى للاسف بس دعائنا ليكم :):)

ـــــ

غير معرف .. نورتم :)

Omama Al-hosiny يقول...

رسالة رائعه
اللهم احفظ كاتبها وناقلتها من كل سوء..

تُراه سيستجيب؟!!

جزاكم الله خيرا

أختك..

غير معرف يقول...

حبيبة .. جزانا واياكى .. ومن ناحية تساؤلك فاظن ان الاجابه واضحة :D

اختك برضو ..

غير معرف يقول...

وإيه أخبار الإيميـــــــــــــــــــــــــــــل ؟

:)

...

غير معرف يقول...

بيسلم عليكم


:):)


...

أحمد سعيد بسيوني يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

معذرة على الخروج عن الموضوع

ولكن
نكسة مصرية جديدة
في العاشر من رمضان 1429هـ
10/9/2008
على مدونة البحر
www.ana-elbahr.blogspot.com

نشرف بزيارتكم

تحياتي

غير معرف يقول...

اخ احمد .. ان شاء الله نزوركم .. جزيتم خيرا على المرور

رُدَّ إلى َّ روحى يقول...

ما شاء الله

ربنا يسعدكم ياااارب ويحرسكم وثبتكم

ويسدد خطاكم

غير معرف يقول...

إيه يا ماما الفراغ الانسانى اللى انتى فيه ده

هنلم بقى و نقعد نتكلم و كلام رايح و كلام جاى

مش معقولة خالص الكلام ده


قومى يا حلوة ضمى الغلا

ولا شوفيلك شغلانة اعمليها

و ابعتيلى البتاع اللى انتى قتليلى نك هتبعتهولى

رغم انى عارفة انك مش هتبعتهولى

و رغم انى عارغة انك عارفة انى عارفة انك مش هتبعتيهولى

و رغم انى عارفة انك عارفة انى عارفة انك عارفة انى عارفة انكك مش هتبعتيهولى


و بالرغم من كل ده


انا عارفة انك عارفة انى عارفة انك عارفة انى عارفة انك عارفة انى عارفة انك عارفة انى عارفة انك مش هتبعتيهولى


شوفى ازاااااااااى

ستك و تاج راسك

تينجووووووووو

madeeh يقول...

"لا بد للأمة الإسلامية من ميلاد , ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام"
نسأل الله أن يقرب نصره.

اسماء العريــان يقول...

جزيتم خيرا على المرور .. وليكى كلام تانى يا ست تينجو :@ :D

Unknown يقول...

بقت حاجة محتاجة مليون سؤال الي بيحصل في البلد دي
دي بلدنا كترت حراميها
ويقولك ريسها حاميها امال خيرها ده فين
متحل عنا بقى زهقتنا خلتنا نكره انك وسطنا
لوقلت همشي كده ريحتنا كفانا بقى
لو كنت مصري زيك زينا بتحب مصر تبعد
عنا وكفاية شقا

دي اغنية قصدي جناية

اسماء العريــان يقول...

منورة يا امنة :):)

فى المعتقل يا حبى

مللت الصمت يقول...

ازيك يا بت يا مؤة

انا زهقت منك و من مدونتك

ماتكتبى يا ماما انتى حاجة جديدة

ايه الغم ده
اعزائى الكرام اعزائى الكرام

اسماء العريــان يقول...

مللت الصمت .. انا كويسة يا اختى :):)

انا مش عايزة اقولك كلمة وحشة .. يا بنتى مش انا كاتبه ان المدونة مغلقة فى شهر رمضان ومش هاكتب حاجه جديدة .. هو انتى بتفهميها هيلوغريفى .. ولا رمضان خلص عندك :@

جرررررررررر :)

امنية يقول...

رمضان خلص
والعيد خلص
والعيد الكبير بيقرب
ولسه مكتبتيش حاجه

وحشتنى كتاباتك يلا بقى

اسماء العريــان يقول...

علشان خاطرك بس هنزل تدوينة تانية

موا :):)

غير معرف يقول...

الاخت اسماء...
المقال جميل...وقد حدد العقده بشكل كبير.

وان كان من تعليق
فانا اعلق علي كلمه الدكتور يحيي الجمل وهو يقول :وبيدك أنت وحدك أن توجه الأمور وجهة أخر
- فانا اقول: لن يكون مبارك من يوجه الامور وحده..بل سيوجهها شباب هذا البلد الذين سوف يصنعون مستقبلهم بصناعه مستقبل مصر . ولن ينتظروا المن من حاكم غافل فاشل .

غير معرف يقول...

اولا الف مبروك على العقد ,بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير جميله جدا المدونه انا من فتره لم اشاهدها عندما كنتى انتى وسميه معا
وجميل الانفصال بسبب الفروق فى الافكار
ولكن اعلم جيدا ان سميه بها داء الكسل وانها لن تعمل مدونه باسمها لذلك ارجو ان نرى بعض من اراء سميه وكتاباتها على المدونه كل فتره حتى يكون التغير
ولكى كل الشكر
اختك فى الله ايمان
ارجو ان تعرفينى جيدا