الاثنين، ١٧ سبتمبر ٢٠٠٧

فخور بان هذا الرجل والده




كتبها عبدالرحمن حسام ابوبكر
نقلا من مدونة
نجوم الحيرة

فخور أني ابن هذا الرجل...

هذا الإنسان حسام أبو بكر الصديق...

الهادئ الذي لا تجد أفضل منه كي تحدثه... ربما لا يكون أحسن من يسمعك،
لكنه بلا شك أفضل من يستمع إليك...


العاقل المحب، لا تدفعه عاطفته إلي فعل ما قد يندم عليه، ولا يقيده عقله عن لمسة عطف حانية،
أو قبلة ود دافئة، أو همسة حب خافتة...


المناضل الذي بذل عمره وصحته في سبيل خير هذا البلد... فنهاره وليله وهبه لله،
يقضي أيامه ولياليه بين عمله الحياتي، ورعاية بيته وتربية أهله، وصلة رحمه وعائلته،
وتعليم الناس وتنوير حياتهم، وتعمير هذا البلد والسعي من أجل نهضته وتطوره،
والعمل المدني والدعوي في سبيل رفعة -وإبراهيم طبعا- هذا البلد وهذه الأمة.


المحب الذي لا تمنعه انشغالاته عن أبنائه، فرغم إني سعات كنت بشوفه مرة كل أربع خمس أيام،
لكن لا تستطيع تجد أبا وابنا علي مثل هذا الحب والتفاهم والثقة والتفاني...


القانع المتصدق بعلمه ووقته وجهده وعرقه من أجل وطنه،
وكم من مرة جاءته الفرصة كي يخرج من ضيق هذا البلد إلي سعة الدنيا،
ومن ذل أهل هذا الوطن المسلوب إلي مكان يأمن فيه المرء علي عزته وكرامة أبنائه...
ولكنه آثر سعة الدنيا والآخرة علي دنيا حقيرة فانية، واختار أن يعيش في هذا البلد الذليل أهله،
المطحون شعبه؛ ليحيل ليله نهارا وينشر فيه العدل والرحمة والحرية بعد أن ملأها الطغاة ظلما واستكبارا..

الحر، الذي لم تكبله الدنيا بنعيمها، ولم يأسره أحد بماله، ولم يقيده الظالمون،
حتى وإن قيدوا يديه، فروحه طليقة عصية علي الأسر، وإرادته رهيفة مستعصية علي الكسر...
لم تكن الحرية أبدا شعارا يرفعه، أو بروازا يعلقه، كانت سلوك حياته ومنهجه في تربية أبنائه،
كم من مرة اختلفنا في أمور تخصني، فقدم رأيي علي رأيه،
وفضل راحتي علي راحته، ولا يقلل ذلك من طاعتي له إذا أمرني، ولكنه رباط الحب،
والمسئولية، وبناء الإنسان الحر يأتي أولا.

المكافح في سبيل مبادئه، المناضل من أجل حرية هذا البلد، من أجل كرامة أهل هذا البلد،
لم يبدله اضطراب الصفوف، ولا صوت أقدام العسكر الغليظة، ولا تراجع صديق، ولا شماتة عدو...

الثابت علي مبادئه التي آمن بها، وعلي طريقه الذي اقتنع به، رغم كيد الكائدين، وتدبير الشياطين،
وإفساد الظلمة المفسدين، وطغيان المستبدين...
من رأي الناس تتخطف من حوله، فما وهن ولا لان، ولا ضعف، ولا استكان...



لا مؤاخذة يا أبويا، عارف إنك هتضايق عشان مش بتحب حد -ولا سبت كمان- يتكلم عنك،
بس أنا ما قلتش حاجة أصلا...
آسف كمان إني اتكلمت عنك من غير ما اتكلم عن نصك التاني:رفقية دربك وشريكة حياتك:
أمي... بس للأسف لو اتكلمت عنكم إنتوا الاتنين في تدوينة واحدة ممكن البلوجر يقع... فسامحني بقى،
هاضطر أضحي من أجل الإنسانية وأحافظ علي البلوجر سليم... ربنا يخلي لينا البلوجر.



ربنا يخليكوا لينا: أبي وأماه/ أبتاه وأماه برده/ دادي ومام/ بابا وماما/ بابتي ومامتي...
اللهم احفظ والديّ، وكل إخواننا وأخواتنا، وكل أباءنا وأمهاتنا، وكل حر وكل حرة،
وكل شريف وكل شريفة علي ظهر هذا الكوكب الأزرق.

من غير كلام كتير...
دادي،
أنا فخور بيك... بحبك في الله!



أبويا اللي بحبه...
في يوم من الأيام اتعلمت منك إن الدنيا دي صغيرة قوي؛ لإنها كبيرة جدا،
وفي الوقت نفسه -سايمالتينياصلي يعني- كبيرة خالص، لإنها أصغر مما ينبغي.
أنت حر يا أبي، فما سجنوك ولا اعتقلوك، بل هم المسجونون، هم المسجونون داخل نفوسهم المريضة...
ترى أيستشعر كبيرهم هذا لمحة من نفسك المتوقدة، أو طرفة من عزيمتك المتوثبة، أو لمعة من همتك الماضية...

أبي...
حر أنت في زنزانتك، أما هو ففي قصره مسجون!

يا أبتِ،
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها...
ولكن صدور الرجال تضيق!

بابا،
بحبك يا أحلى أب في الدنيا...
بحبك لإنك علمتني كل حاجة في الدنيا...
بحبك لإنك عملتلي أحلى حاجة في الدنيا...
كنت عايزني أكون نفسي، علمتني أكون نفسي: أكون عبدو، مش أكونك ولا أكون أي حد تاني في الدنيا...
علمتني إن جوا كل بني آدم جوهرته اللي مش ممكن أي حد -ولا سبت بالتأكيد- يلاقي زيها...
إن كل واحد لازم يدور علي جوهرته، ويلمعها وينضفها، وإن كل واحد عليه يخليها دائما منورة،
علمتني إن حاجات كتير ممكن تنور الجوهرة، بس مفيش زي نور ربنا...

أبي...
ما تخافش علينا يا أبي، ربنا معانا، والحق معانا، والحب معانا، والخير معانا،
والعدل معانا، والحرية معانا، والرحمة معانا، وأهل البلد دي هيبقوا معانا... وبكرة أفكرك يا حاج سحس!



هناك تعليقان (٢):

حزيــــــــــــــــــن يقول...

ربنا يباركله فيه
ويجازيهم خيرا

admin يقول...

ربنا معانا أجمعين
رمضان كريم
سلام